تحت انهمار المَطر ، في ذلك المساء المُعتم ، بين تسارع خُطى الناس ، تجلس فتاه امام ذلك القبر جاثيه على ركبتاها ، والدمُوع قد اتخذت وجنتاها طريقاً للإنهمار عليه .
اشتد المطر ليعلن عن بدوء تِلك العاصفه ، في تلك الليله الحزينه ، تِلك الساعه الكئيبه .
في يوم الأحَد التاريخ 20 ديسَمبر 2016 الساعه 10:30pm ~ .
تِلك الليله كانت كئيبه للغايه بالنسبه ليّ ، حيثُ انني خسرتُ كُل ما أملك ، منذُ يومآن كُنت احادثه ، كآن يبدو سعيداً للغايه ، اليوم الذي مِن المُفترض أن يُصبح يوم سعادتي ، قد تحول للاسوأ ، يوم زفافي اصبح يوم جنازه ، بدل أن ارتدي الثوب الابيض المُمتلئ ببريق السعاده ، ارتدي ثوبٌ اسود يكسيه الحُزن والألم ، منذُ ساعات كُنت ارتديّ ثيابي وكُنت لأصبح مُلكاً له وهو كذلك كآن ليصبِح مُلكاً لي ، ولكن شاء القدر أن يُصبح ملكاً للسماء ، قبل موتُه بدقائق كان آخر ماقالهُ لي ، " عانقيني ، اريد البُكاء " .
وللأسف لم اعُطيه رغبته ، كُنت سعيده بينما هو يتألم ، كُنت كالبلهاء لا الأُحظ تعبه ، لم اكُن منتبهة لـ معاناتُه ، اريد الآن عناقُك بقوه ، اريد البُكاء الآن بين احضانُك ، الا يمكِنُك العودة اليّ؟ الا يمكنُك أن تُغني ليّ مِن جديد؟ ، امسَح على شعري عزيزي ، ارجوك استفق مِن هذا المكان المُخيف ، كان من المُفترض ان تُصبح بحضني وليسَ بأحضان السماء ، كان مِن المُفترض أن تنام على سريركَ الدافئ وليسَ تحت التُراب .
نهضتُ مِن على الآرض رفعتُ راسي بصعوبه ، اشعُر بثقل ، قدماي ماعادت تقوى على حملي ، اشعُر بألم هُناك ايسَر صدري ، ماعدتُ اشعر انني على قيد الحياه ، اشعُر الآن بأن روحي قد سُلبت منيّ ، انا الآن جُثه مُجرد جُثه تتحرك،تتكلم،تنطق،تسير،ترى ، ولكنها لم تعُد تشعُر ، هو كآن العين التيّ ارى بِها ، هو كان الفم الذي ضحكتُ به وابتسمت مِنه ، هو كآن الانف التي استنشق الهواء مِنها ، هو كآن اللسان الذي جعلني انطق له بـ " احبُك " هو الامان الذي فقدتُه ، هو الحنان الذيّ انا بحاجتُه الآن ، الآن يمكُنني قول انني فقدتُ كُل ما أملك ، كذلك فقدتُ حضنه الباعِث للدفئ .
رفعتُ راسي لأنظر لقبره ، كُلما نظرت لـ اسمُه سقطتُ مُجدداً ، نعم لم يعُد بإستطاعتي التحكُم بقدماي ، كُلما نظرتُ لـ اسمهِ ، اتذكر تفاصيل وجهه جيداً ، ملامحُه ، ابتسامتُه كانت دائماً ماتُرسم بمُخيلتي ، ضحكتُه لطالما جعلتني اسرح بجمالها ، جمال كلماتُه كإحدى معزُوفات بيتهوڤن المعزُوفه بإتقآن .
سقطتُ مُجدداً جاثِيه على ركبتاي ، لا استطيع حرمان نفسيّ مِن البُكاء ، سمعتُ صوتِه ينطُق قائلاً ليّ " مابكِ ألمّ اخبركِ من قبل انكِ لستِ جميله عندما تتركِين الحُزن يسيطر عليكِ؟ المّ اخبركِ من قبل ان ابتسامتُك وضحكتُكِ تُعيد لي الروح مِن جديد ، امسحي دموعكِ أنا هُناك بخير ، انا سوف اكون سعيد عِندما اراكِ بخير ، انا احبُكِ " .
لم يكُن سوى طيفهُ يذكُرني بـ حديثُه ، ولو كآن البُكااء يُعيد ميّت انا على استعدادٍ لـ اصبِح عمياء ، ولو أن الضحكه والإبتسامه تبثُ الروح لهُ مِن جديد ، انا على استعدادٍ لـ اضحك طوال الوقت ، انا الآن اتمنى السفر بجانبِه بأسرع وقت ، ياإلهي خُذني إليه ام اعُده إلي .
اصبحَت الرؤيه ضبابيه ، لم اعُد استطيع الرؤيه بوضوح ، أشعُر برؤيتي تتلاشى شيئاً فشيء ، سقطتُ مغشي عليَّ ، وانا اتذكَر آخر ماقاله ليّ .
" اريد البُكاء " ~.
ابتسامه آخيره ارتسمت على ثِغري ، ها أنا اسُافر إليه ، ها انا اودع العالم لـ اصبِح بقربه ، انا الآن سعيده للغايه ، شاكِره لك ياإلهي لـ أنك حققت لي ما اريد .
"اريد البُكاء"~.
النهايه~.
اتمنى يكون عجبكم
موضوع: ونشوت || I Want To Cry 
الأحد أكتوبر 22, 2017 5:28 pm
